السبت، 11 أغسطس 2012

خطوات المنهج البنيوى التوليدى فى النقد الأدبى.


د/ابراهيم حجاج مدرس بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.

جمع منهج البنيوية التوليدية بين التحليل الداخلى للنص الأدبى (المنهج البنيوى) ودراسة العوامل المادية التاريخية والاجتماعية، وتأثيرها على النتاج الأدبى (النقد الماركسى)، حيث رفض "جولدمان" (مؤسس المنهج) المنظور الاجتماعى البحت- المنظور الماركسى- ورفض أيضًا أى دراسة تتجاهل البعد الاجتماعى- المنظور البنائى- لبعدها عن الواقع، ومن ثم زاوج "جولدمان" بين البعد الاجتماعى، وبناء العمل الأدبى فى الوقت نفسه. 


وتتحدد خطوات منهج "جولدمان" فى النقد البنيوى التوليدى فى النقاط الآتية:
1- تناول النص الأدبى من الداخل بطريقة شمولية وذلك بوصف بنياته الصغرى والكبرى ثم تحليل العناصر الدلالية والبلاغية لكل منها، ومدى ارتباطها وتناغمها، دون أن نضيف شيئًا من تأويلنا ليس له علاقة بالنص، إذ يجب الالتزام بمضامين النص مستقلا عن أية عوامل خارجية. وبعد ذلك نحدد البنية الدالة وهى "مقولة ذهنية وفلسفية تستخلص من كلية العمل الأدبى عبر توارد تيماته المتواترة. ويشكل كل هذا عملية الفهم.
2- نقيم عملية تماثل بين البنية الابداعية والبنية الاجتماعية، فبعد أن نحدد البنية الأدبية الكلية الدالة نربطها بواقع اجتماعى خارجى، ليس بوصفها رؤية ذاتية للكاتب، وإنما رؤية للعالم من خلال جماعة اجتماعية محددة ينتمى إليها الكاتب فكريًا، ثم نوضح كيفية تحول الوعى الفعلى لهذه المجموعة الاجتماعية- التى قد يمثلها بطل النص أو مجموعة شخصيات- إلى وعى ممكن، يحث المتلقى على تغيير واقعه المتأزم، بما يسمى لدى "جولدمان" بالتفسير، وذلك بتحديد العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية، التى ولدت هذه الرؤية كظاهرة فكرية عبر عنها العمل الأدبى فى زمان ومكان محددين.
ونخلص مما سبق إلى أن "جولدمان" حاول بهذا الاتجاه الجديد الجمع بين الاتجاه الماركسى والاتجاه البنائى فى آن واحد أى بين الشكل والمضمون، فى محاولة للتوفيق بين المضمون الاجتماعى للعمل الأدبى من ناحية، والبناء الداخلى للعمل من ناحية أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق