الثلاثاء، 12 يناير 2016

عرض كتاب :التمثيل فى مسرح الطفل

 د ابراهيم حجاج :عرض كتاب :التمثيل فى مسرح الطفل للمؤلف: محمد عبد القادر

المؤلف: محمد عبد القادر (1979-2012).
- مدرس مساعد بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
- ممثل ومخرج وباحث.. قدم العديد من الأعمال المسرحية على المستوى المحلى والإقليمى   
  والدولى، وله منجزات عديدة فى مجال مسرح الطفل خاصة فيما يتعلق بأشكال الفرجة الشعبية
  ومجال التكوين المسرحى.

الكتاب عن رسالة ماجستير لمؤلفه بعنوان
"تنوع أساليب الأداء التمثيلى فى مسرح الطفل بالتركيز على مسرح الطفل فى مصر" .
تحت إشراف : ا.د. أبو الحسن سلام أستاذ التمثيل والإخراج بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب  جامعة الاسكندرية.
             :  د. رانيا فتح الله أستاذ التمثيل والإخراج المساعد بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
  يطرح عنوان الكتاب تساؤله الرئيسي "هل تختلف أساليب التمثيل فى مسرح الطفل عنها فى مسرح الكبار؟ وتحت هذا التساؤل يطرح الباحث العديد من الموضوعات منها تقنيات الحكى والتمثيل الصامت وأساليبه وتوظيفه كوسيلة اتصال بالطفل وخصائص حكاء الطفل كما يتطرق الكتاب إلى فكرة المعملية التى شغلت المسرح العالمى ابتداء من النصف الثانى من القرن العشرين ومدى جدوى تطبيقها فى مسرح الطفل وقد قسم الكتاب إلى أربعة فصول على النحو الآتى:
الفصل الأول بعنوان :"مسرح الطفل (المفهوم، الأهداف، الخصائص) وفيه يستعرض الكاتب المفاهيم المختلفة لمسرح الطفل من خلال القواميس والمعاجم والمراجع المسرحية  حيث يعرف اصطلاحيا على أنه "المكان المهيأ مسرحيا لتقديم عروض تمثيلية كتبت وأخرجت خصيصا لمشاهدين من الأطفال، وقد يكون اللاعبون جلهم من الأطفال أو الراشدين، أو خليطا من كليهما معا وعلى هذا فالمعول الأساسى فى التخصيص هو جمهور النظارة من الأطفال الذين أنتجت لأجلهم العملية المسرحية نصا وإخراجا.كما يتطرق الفصل إلى أهداف مسرح الطفل ويعددها ما بين أهداف ترفيهية وتربوية وتكوينية تهتم بتكوين شخصية الطفل وبنائها بناءً سويا إلى جانب أهداف تعليمية ولغوية ونقدية وابداعية. كما يستعرض الكاتب فى هذا الفصل المراحل العمرية المختلفة للأطفال وطبيعة كل مرحلة إذ يجب أن يتناسب الخطاب المسرحى مع تلك المراحل العمرية وعلى من يكتب مسرحا للأطفال أن يكون واعيا بسلوكيات الطفل وميوله فى كل مرحلة، كالميل إلى اللعب الإيهامى أم اللعب مع أقرانه، وتقليد الشخصيات الأخرى، وتقمص أدوار البطولة والإعجاب بالقصص الخيالية والحكايات الأسطورية، وسرعة استجابة الطفل للحدث والتأثر به، وقدرته الذهنية على التخيل والميل إلى الضحك أو البكاء لأقل استثارة".
وقد تمت الإشارة إلى تقسيم هذه المراحل العمرية من قبل علماء النفس والتربية كما يلى:
1- مرحلة الطفولة المبكرة (أو مرحلة الخيال الإيهامى):
من سن (3-5) سنوات تقريبا.
2- مرحلة الطفولة المتوسطة أو (مرحلة الخيال الحر):
وتمتد من سن (6-8) سنوات تقريبا
3- مرحلة الطفولة المتأخرة أو (مرحلة المغامرة والبطولة):
    وتمتد ما بين سن (9-12) سنة تقريباً.
4- مرحلة المثالية (وهى المرحلة المصاحبة للمراهقة):
    تمتد ما بين سن (12-16) سنة تقريباً.
كما تطرق الفصل الى مدى تفاعل الطفل مع عناصر العرض المسرحى وكيفية توظيف المخرج لأدواته للتأثير على الطفل وتحقيق متعة ذهنية وبصرية وسمعية ومن هذه العناصر
-       الديكور الذى أكد الكاتب على دوره المهم فى جذب انتباه الطفل من خلال ما يحتويه من مناظر جذابة
-       الملابس حيث رأى الكاتب ضرورة استخدام الأزياء المبهجة والمزركشةذات الألوان الزاهية
-       المكياج ودوره المهم خاصة فى المسرحيات التى تتضمن شخصيات الساحر والمهرج والعفاريت.
-       الاضاءة التى تنقل الطفل الى عالم خيالى حيث يمكن ان توحى بموج البحر أو الحريق أو المطر والبرق...الخ
-       الموسيقى التى تبعث الحيوية فى العرض وتزيد من تفاعل الأطفال معه
-   التمثيل وهو العنصر الأكثر أهمية فى عروض مسرح الطفل وتختلف السياسات الخاصة بهذا العنصر فهناك عروض مسرح طفل يمثل فيها الصغار وحدهم وعروض يمثل فيها الكبار وحدهم وعروض يمثل فيها الصغار إلى جانب الكبار.
    أما الفصل الثانى فعنوانه: "الممثل وتقنيات الأداء التمثيلى فى عروض الحكى للأطفال"
ويتناول فنون الحكى للأطفال وأسسه النظرية مبينا الفروق الجوهرية بين الممثل والحكاء محددا صفات الحكاء وعناصر حرفيته الداخلية والخارجية ومنها امتلاكه (الموهبة –  الخيال- روح المرح والفكاهة- التواضع وتقبل النقد- القدرة على التواصل مع الجمهور- القدرات الصوتية والجسدية العالية وحسن توظيفها) بالاضافة إلى المامه بذخيرة كبيرة من الحكايات. ثم يتناول الفصل المراحل الأربع الرئيسية للحكى ابتداء من مرحلة اختيار الحكاية مرورا بمرحلة الاستعداد والتحضير ثم مرحلة العرض(قص الحكاية) انتهاء بالمرحلة الأخيرة وهى مرحلة استثمار الحكاية وينهى الكاتب الفصل بتحليل نموذج تطبيقى وهو حكاية بدلة الملك الجديدة" للكاتب الدانماركى "هانز كرستيان أندرسن"  التى قام الكاتب بحكيها بنفسه على جمهور الأطفال مطبقا الأسس النظرية التى تناولها فى هذا الفصل على المراحل الأربع الرئيسية التى مرت بها عملية الحكى.
 ويأتى الفصل الثالث وعنوانه " تقنيات الأداء التمثيلى فى عروض التمثيل الصامت للأطفال" ليتناول علاقة الحركة بمسرح الطفل فيعرض مفهوم الحركة والمدارس الرئيسية لفن التمثيل الصامت وسمات مؤدى التمثيل الصامت للأطفال كذلك التقنيات الأساسية الواجب توافرها فى مؤدى التمثيل الصامت ومنها (امتلاك الفكرة الجيدة الواضحة- التقنيات الجسدية- الدافع والخيال- المساحة- اقتصاد المكان والزمان) ويختتم الكاتب هذا الفصل بتحليل عرض "الجاكتة" من تأليف واخراج "انطون إميل شفيق"
أما الفصل الرابع وعنوانه "الممثل ومعملية الأداء التمثيلى فى عروض مسرح الطفل" ويتناول الفصل مفهوم المعملية  حيث يعد تعبير المعمل المسرحى او الورشة المسرحية هو طريقة او وسيلة تهدف الى اعادة اكتشاف المسرح عن طريق البحث عن اساليب تعبير جديدة , على مستوى الاداء التمثيلى و ما يستتبعه من تدريب الممثل و تنمية  قدراته الصوتية و الحركية او على مستوى التقنية المسرحية ذاتها , مثل البحث فى مجال تطوير الفراغ المسرحى و استخدامات عناصر الضوء و الموسقى و يهدف كل من المعمل المسرحى و الورشة المسرحية الى تحقيق نوع من الاتصال الحميم بين الممثل و المتفرج فى محاولة لصياغة طاقة ابداعية تصدر عن تجربه العمل الفنى المسرحى و تشعر المتفرج انه تخطى حدودالوجود الفيزيقى الى مرحلة اطلاق العنان للطاقة الروحية , قد اعتمد كل من المعمل و الورشة على استثمار روح الجماعة و الابداع الجمعى collective creation   والاعتماد على القدرات البشرية ويقدم الكاتب نموذج تطبيقى للمعملية على عرض "الفتى والحقيبة" حيث أتيحت للكاتب فرصة الحصول على منحة من المركز الثقافي الألماني "جوته" بالسفر والإقامة بمسرح شنائل للأطفال بمدينة ما نهايم بجمهورية ألمانيا الإتحادية، وحضور تدريبات وتحضيرات العرض المسرحي (الفتي وحقيبته) من تأليف الكاتب الإنجليزي "ميكي كيني" وإخراج المخرجة الألمانية ومديرة مسرح سنائل "أندريا جرونوماير وهو إنتاج مشترك ما بين مسرح شنائل بجمهورية ألمانيا ومسرح رانجاشنكار بمدينة بنغالوا بدولة الهند. وتناقش المسرحية ذلك الحلم الذي يراود الكثير من الشباب في العالم الثالث بوجه عام ومصر بوجه خاص؛ الذين يرون في السفر حتى لو كان بطريقة غير شرعية الملجأ والحل الوحيد لتحقيق أحلامهم.

وقد تجسدت المعملية فى تدريبات هذا العرض فى مجموعة من العلاقات يمكن إجمالها فيما يأتى:
) علاقة الممثل بالديكور المسرحى-علاقة الممثل بالمؤثرات الصوتية-الممثل والإيقاع الحركى-الممثل ولغة الجسد- علاقة الممثل بالملابس-علاقة الممثل بالإكسسوار(
وقد أكد الكاتب أن المعملية فى التدريبات قد هدفت إلى:
·  مشاركة الجميع فى صنع العرض دون تحديد الأدوار فالممثل مشارك فى صنع المؤثر الصوتى، الموسيقيون يشاركون فى التمثيل.
·  ضرورة الاستمتاع بما تقدمه حتى ينعكس هذا الاستمتاع على الطفل المتلقى، والاستمتاع يأتى بشعور الممثل بأنه داخل لقبة وليس عرض مسرحى بمعناه التقليدى، وهذا يعتبره الكاتب أسهل الطرق إلى قلب الطفل. حيث يؤكد فيما توصل اليه من نتائج جدوى وفائدة هذه الطريقة في بناء الشخصية المسرحية بالنسبة للممثل، وتقديم عروض مسرحية ذات قيمة تربوية وفنية للأطفال.